ãäÙãÉ ÇáÚÝæ ÇáÏæáíÉ ÇáÕÝÍÉ ÇáÑÆíÓíÉ ãÏæäÉ لبنان/إسرائيل: يوميات بعثة لبنان - 3 ÇáÇäÊÞÇá Åáì ÇáãÍÊæì ÇáÑÆíÓí
ÇáÊÕÝÍ ÇáÑÆíÓí
language links
Blogs
ÊÚÑíÝ íÇáãäÙãÉ ÊÚãã ÍÞæÞ ÇáÅäÓÇä ÇáãßÊÈÉ ÊÍÑ ßæÇ ÇáÂä ÇáÍãáÇÊ ÇÊÕáæÇ ÈäÇ ÎÑíØÉ ÇáãæÞÚ English Français Español

ÇáÊÕÝÍ ÏÇÎá åÐÇ ÇáÞÓã

لبنان/إسرائيل

الخميس، أغسطس ١٠، ٢٠٠٦

يوميات بعثة لبنان - 3

صيدا، 6 أغسطس/آب

ذهبنا اليوم جنوباً من بيروت إلى صيدا، حيث مررنا بمزيد من التدمير للبنية التحتية تسبب به القصف الإسرائيلي. وقد أحدثت قنبلة ضخمة حفرة عميقة في الطريق عند إحدى النقاط، وكان على السيارات أن تتوخى الحذر لدى مرورها في مسار واحد على الطريق فوق "جسر" من الصفائح المعدنية أقيم فوق الحفرة الهائلة لتحويل السير.

الالتقاء بأشخاص نازحين

بعد أن تخطينا الجسر كان علينا أن نقوم بالالتفاف حول عبارة منهارة دمرتها غارة جوية إسرائيلية أخرى.

والتقينا بأشخاص نازحين داخلياً قادمين من عدة قرى كنا قد زرناها قبل ذلك ببضعة أيام، بمن فيهم ناجون من عمليات القصف الإسرائيلي في مروحين وعيطرون وصريفة.

ويعيش هؤلاء الأشخاص من اللاجئين في مراكز مؤقتة للأشخاص النازحين داخلياً، وعلى الأغلب في مدارس أو مبان عامة.

قصة عيترون

تضمنت الهجمات الإسرائيلية على عيطرون هجمات جوية وقصفاً بالمدفعية. وأبلغنا أحد الرجال عن مقتل 13 مدنياً في 17 يوليو/تموز، بينهم تسعة أطفال وخمسة مسنين. وقتل تسعة آخرون في اليوم التالي. ولا يزال بعض من نجوا من الهجمات على عيطرون في المستشفى، ولا يعلمون أن أقاربهم قد قتلوا.

ما من طريقة للمعرفة

تحدثنا أيضاً إلى عائلة من حي محفرة في صريفة غادروا البلدة في اليوم الأول من القصف، معتقدين أن بقاءهم خارج بلدتهم لن يطول أكثر من يوم أو يومين. وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع، ما زالوا يجهلون ما إذا كان بيتهم لا يزال قائماً أم دُمِّر مثل العديد من البيوت الأخرى. وأبلغتنا أم لثلاثة أطفال أنها قد سمعت إشاعات بأن بيتها قد دُمر، ولكن أيضاً أنه ما زال قائماً. وليس من طريقة يمكن أن تعرف بها ما حدث.

وأبلغنا رجل آخر كيف أن أبناء عمومته القادمين من البرازيل للزيارة قد قتلوا في إحدى الغارات الإسرائيلية قبل ثلاثة أسابيع. وقد أدت الغارة إلى القضاء على العائلة بجميع أفرادها. إذ قتل عقيل مرعي وزوجته أحلام جابر، وكلاهما في الثلاثينيات من العمر، وابنهما هادي البالغ من العمر سبع سنوات وابتنتهما زينب البالغة من العمر أربع سنوات، جميعهم عندما قُصف المبنى ذي الطوابق الثلاثة الذي كانوا يقيمون فيه. وبقيت جثثهم تحت الردم حتى اليوم التالي.

الناجون من مروحين

التقينا بعدة ناجين من مجزرة قرية مروحين التي ذهب ضحيتها 25 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال في 12 يوليو/ تموز، أول أيام النـزاع. فبعد أن دعا الجيش الإسرائيلي أهالي القرية إلى المغادرة، تجمع مئات الأشخاص في الساحة الرئيسية في مروحين، التي يقطنها نحو 3,000 شخص، وساروا من هناك إلى قاعدة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، القريبة من القرية، طلباً للجوء من القصف، إلا أن اليونيفيل ردتهم عن المكان. فعاد بعض أهالي القرية إلى منازلهم خشية ما يمكن أن يحدث لهم على الطريق إذا ما غادروا القرية، بينما قرر عشرات غيرهم المغادرة في قافلة من سيارات البيك أب والسيارات الصغيرة.

وكانت القافلة تسير على الطريق الساحلي نحو مدينة صور، غير أنها تعرضت لقصف المدفعية الإسرائيلية واضطرت إلى العودة من حيث أتت مرتين، ثم واصلت مسيرها. وعندما وصلت على مقربة من منطقة البيضا، تعرضت القافلة محددا للنيران، فأصيبت المركبتان الثانية والثالثة، وهما سيارة بك أب وسيارة عادية، بقنابل مباشرة. ومن الواضح أن القنبلة الأولى انطلقت من سفينة للبحرية الإسرائيلية التي تحاصر سفنها الحربية الشواطئ اللبنانية، ثم تلاها صاروخان على الأقل أطلقا من إحدى المروحيات الإسرائيلية. فقتل جميع ركاب سيارة البك أب وراكبان من ركاب السيارة التي وراءها، بينما جرح عدة أشخاص آخرين.

وقال ركاب السيارة الأولى إنهم كانوا يشعرون بخوف شديد بحيث لم يتوقفوا وأكملوا طريقهم إلى صور، حيث علموا فيما بعد بالمصير الذي أحاق برفاق سفرهم. وعاد ركاب المركبات الأخرى إلى القرية، حيث قضوا فترة عصيبة من الخوف بأن يقتلوا إلى أن تمكنوا من المغادرة في الأيام التالية. وبقي بعض المسنين في القرية، غير أن أقاربهم لم يتمكنوا من الاتصال بهم لأكثر من ثلاثة أسابيع بسبب انقطاع الطرق المؤدية إلى القرية وتدمير القصف الإسرائيلي خطوط شبكة الكهرباء في المنطقة منذ اندلاع القتال.

وأعربت عائلتا رجلين مسنين عن قلهما من إمكان أن يكونا قد قتلا وطلبتا منا المساعدة لمعرفة ماذا صار من أمرهم. وأبلغنا بعض أهالي قرية عيطرون كذلك أن زوجاتهم وأطفالهم ما زالوا في القرية، ولكنهم لا يعلمون ما الذي حدث لهم، وأعربوا عن أملهم في أن نتمكن من الحصول على أخبار بشأنهم. بيد أنه ليس لدينا أو لدى أية منظمات غير حكومية أخرى أو صحفيين أي سبيل لمساعدتهم. فمن غير الممكن لأحد أن يذهب إلى هذه القرية أو القرى الأخرى، إذ إن أي شخص يسافر على الطرق التي تؤدي إلى معظم قرى جنوب لبنان سيعرض حياته للخطر نتيجة عمليات القصف الجوي ونيران المدفعية الإسرائيلية.

ما من سبيل لسحب الضحايا من تحت الأنقاض

أبلغنا شاب بحثنا عن والدته في الأسبوع الماضي في قرية عيناتا أنه لم يتلق أي خبر عنها منذ بدء القتال. ففي الأسبوع الماضي، وعندما سمع أننا قد كنا في منطقة قريته، طلب منا الذهاب إلى بيت والدته لمعرفة ما حدث لها. وعندما وصلنا القرية، وجدنا أنها مهجورة، بينما لحق الدمار بالعديد من بيوتها، بما في ذلك بيت والدته. واستطعنا البحث في الغرفتين الأوليين من البيت، بيد أن المطبخ والحمام كانا قد سويّا بالأرض تماماً، ولم نتمكن من التأكد من أنها كانت تحت الردم أم خلاف ذلك، نظراً لأنه يستحيل إزالة الأنقاض من دون آليات ثقيلة. ومثل هذه المعدات غير متوافرة في القرية، ومن غير الممكن جلبها من الخارج. وعندما زرنا القرية، أثناء وقف الهجمات الجوية لمدة 48 ساعة الذي أعلنته السلطات الإسرائيلية، كانت نيران المدفعية الثقيلة تدك أطراف هذه القرية وغيرها من قرى المنطقة. ومذاك، استئنفت جميع عمليات القصف بكافة الأسلحة، وأصبح التحرك في معظم قرى الجنوب اللبناني أو في المناطق المحيطة بها مستحيلاً.

والتقينا كذلك عدة عائلات من قرية صريفة، التي زرناها قبل ذلك ببضعة أيام. ولم نجرؤ على إبلاغ هذه العائلات بحجم الدمار الذي شهدناه في القرية، حيث جرى، حرفياً، مسح عشرات البيوت عن وجه الأرض نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة، بينما ظلت جثث بعض أهالي القرية مدفونة تحت أنقاض بيوتهم.