ãäÙãÉ ÇáÚÝæ ÇáÏæáíÉ ÇáÕÝÍÉ ÇáÑÆíÓíÉ ãÏæäÉ لبنان/إسرائيل: يوميات بعثة لبنان - 2 ÇáÇäÊÞÇá Åáì ÇáãÍÊæì ÇáÑÆíÓí
ÇáÊÕÝÍ ÇáÑÆíÓí
language links
Blogs
ÊÚÑíÝ íÇáãäÙãÉ ÊÚãã ÍÞæÞ ÇáÅäÓÇä ÇáãßÊÈÉ ÊÍÑ ßæÇ ÇáÂä ÇáÍãáÇÊ ÇÊÕáæÇ ÈäÇ ÎÑíØÉ ÇáãæÞÚ English Français Español

ÇáÊÕÝÍ ÏÇÎá åÐÇ ÇáÞÓã

لبنان/إسرائيل

الخميس، أغسطس ١٠، ٢٠٠٦

يوميات بعثة لبنان - 2

شهدت الليلتان الأخيرتان أعنف قصف عرفته بيروت في هذه الحرب. وقد دُمر المزيد من مرافق البنية التحية. واليوم زرنا بعلبك في سهل البقاع.

سهل البقاع، 5 أغسطس/آب

اتتقلنا بالسيارة اليوم إلى مدينة بعلبك في سهل البقاع، الواقعة على بعد 150 كيلومتراً إلى الشرق من بيروت، والشهيرة بآثارها التاريخية من المعابد الرومانية. ففي حوالي العاشرة صباحاً، وبينما كنا نمر بقرية الحلانية، كانت هناك غارة جوية إسرائيلية على شاحنة لنقل الوقود خارج مرآب صغير على الطريق الرئيسي، مما أدى إلى اندلاع النيران في الشاحنة. وامتلأ الجو بدخان كثيف أسود كان يعلو ألسنة اللهب، فجرى تحويل حركة السير وانطلق القرويون مبتعدين عن الطريق الرئيسي وعن الشاحنة المشتعلة.

وقد أجبرت الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على المدينة ما يقرب من 80% من أهالي بعلبك البالغ عددهم نحو 120,000 على مغادرتها. وفي المدينة الآن العديد من الأحياء والضواحي المهجورة تماماً. وتتدلى الملابس من حبال الغسيل بينما تتجول القطط في الشوارع التي هجرها معظم ساكنيها خلال الأسبوعين الماضيين. وكنا نمر عبر الشوارع من حي إلى حي يغمرنا شعور بالرهبة.

مدينة بعلبك، 5 أغسطس/آب

تعرضت عدة أحياء من بعلبك للتدمير الكامل بسبب عمليات القصف الإسرائيلية المتكررة. فقد تحولت مجموعات من البنايات إلى أكوام من الأنقاض. كما قُتل عدد من أهالي البلدة في مثل هذه الهجمات، التي أدت كذلك إلى إجبار من تبقى من الأهالي على التهجير القسري خشية التعرض لهجمات جديدة. وانتقلت العائلات إلى أماكن أخرى لتزيد من اكتظاظ المدن والبلدات الأخرى. إذ أدت عمليات القصف الإسرائيلي المتكررة إلى التهجير القسري لما يربو عن 800,000 شخص، حيث يناضل شعب لا يصل عدد مواطنيه إلى أربعة ملايين نسمة من أجل التعامل مع النتائج. وقد غادر البعض إلى الأراضي السورية المجاورة وإلى بلدان أخرى، بيد أن مئات الآلاف ما زالوا ينامون في المدارس والمتنـزهات العامة.

وسمعنا من شهود عيان في بعلبك، بمن فيهم أطباء، كيف أن عائلة بأكملها قد أبيدت في إحدى الهجمات الجوية الإسرائيلية. ففي ليلة 1-2 أغسطس/آب، أدى قصف القوات الإسرائيلية بعشرات الصواريخ لعدة مناطق في بعلبك إلى استهداف عائلة من العمال الزراعيين، حيث قتل الزوج وزوجته وأربعة من أطفالهم أعمارهم بين ثلاث سنوات وخمسة عشر عاماً، بينما لحقت إصابات خطيرة بأطفالهم الثلاثة الباقين، الذين تبلغ أعمارهم ما بين تسعة أشهر وتسع سنوات. وفي الليلة نفسها، قتلت الغارات الجوية عدة أشخاص بينهم امرأة حامل وطفلان في حي قريب.
وفي وقت لاحق، قمنا بالتحقيق في أعمال القتل التي أدت، وفقاً لما ذُكر، إلى مقتل ما لا يقل عن 23 من العمال الزراعيين في غارة شنتها الطائرات الإسرائيلية في 4 أغسطس/آب (أمس) على قرية القاع، شمالي بعلبك. وأبلغنا قس محلي بأنه قد شهد الغارة الجوية من على سطح مبنى كنيسته. وقال إنه كان على وشك المغادرة إلى موقع الهجوم لتقديم المساعدة عندما ضرب صاروخ إسرائيلي آخر المزرعة نفسها. فهرع إلى هناك ليجد أن ما لا يقل عن 23 من العمال الزراعيين السوريين، بينهم ما لا يقل عن خمس نساء، قد قتلوا، بينما أصيب عدة أشخاص آخرين بجروح.