ãäÙãÉ ÇáÚÝæ ÇáÏæáíÉ ÇáÕÝÍÉ ÇáÑÆíÓíÉ ãÏæäÉ لبنان/إسرائيل ÇáÇäÊÞÇá Åáì ÇáãÍÊæì ÇáÑÆíÓí
ÇáÊÕÝÍ ÇáÑÆíÓí
language links
Blogs
ÊÚÑíÝ íÇáãäÙãÉ ÊÚãã ÍÞæÞ ÇáÅäÓÇä ÇáãßÊÈÉ ÊÍÑ ßæÇ ÇáÂä ÇáÍãáÇÊ ÇÊÕáæÇ ÈäÇ ÎÑíØÉ ÇáãæÞÚ English Français Español

ÇáÊÕÝÍ ÏÇÎá åÐÇ ÇáÞÓã

لبنان/إسرائيل

الخميس، أغسطس ١٠، ٢٠٠٦

يوميات بعثة لبنان - 3

صيدا، 6 أغسطس/آب

ذهبنا اليوم جنوباً من بيروت إلى صيدا، حيث مررنا بمزيد من التدمير للبنية التحتية تسبب به القصف الإسرائيلي. وقد أحدثت قنبلة ضخمة حفرة عميقة في الطريق عند إحدى النقاط، وكان على السيارات أن تتوخى الحذر لدى مرورها في مسار واحد على الطريق فوق "جسر" من الصفائح المعدنية أقيم فوق الحفرة الهائلة لتحويل السير.

الالتقاء بأشخاص نازحين

بعد أن تخطينا الجسر كان علينا أن نقوم بالالتفاف حول عبارة منهارة دمرتها غارة جوية إسرائيلية أخرى.

والتقينا بأشخاص نازحين داخلياً قادمين من عدة قرى كنا قد زرناها قبل ذلك ببضعة أيام، بمن فيهم ناجون من عمليات القصف الإسرائيلي في مروحين وعيطرون وصريفة.

ويعيش هؤلاء الأشخاص من اللاجئين في مراكز مؤقتة للأشخاص النازحين داخلياً، وعلى الأغلب في مدارس أو مبان عامة.

قصة عيترون

تضمنت الهجمات الإسرائيلية على عيطرون هجمات جوية وقصفاً بالمدفعية. وأبلغنا أحد الرجال عن مقتل 13 مدنياً في 17 يوليو/تموز، بينهم تسعة أطفال وخمسة مسنين. وقتل تسعة آخرون في اليوم التالي. ولا يزال بعض من نجوا من الهجمات على عيطرون في المستشفى، ولا يعلمون أن أقاربهم قد قتلوا.

ما من طريقة للمعرفة

تحدثنا أيضاً إلى عائلة من حي محفرة في صريفة غادروا البلدة في اليوم الأول من القصف، معتقدين أن بقاءهم خارج بلدتهم لن يطول أكثر من يوم أو يومين. وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع، ما زالوا يجهلون ما إذا كان بيتهم لا يزال قائماً أم دُمِّر مثل العديد من البيوت الأخرى. وأبلغتنا أم لثلاثة أطفال أنها قد سمعت إشاعات بأن بيتها قد دُمر، ولكن أيضاً أنه ما زال قائماً. وليس من طريقة يمكن أن تعرف بها ما حدث.

وأبلغنا رجل آخر كيف أن أبناء عمومته القادمين من البرازيل للزيارة قد قتلوا في إحدى الغارات الإسرائيلية قبل ثلاثة أسابيع. وقد أدت الغارة إلى القضاء على العائلة بجميع أفرادها. إذ قتل عقيل مرعي وزوجته أحلام جابر، وكلاهما في الثلاثينيات من العمر، وابنهما هادي البالغ من العمر سبع سنوات وابتنتهما زينب البالغة من العمر أربع سنوات، جميعهم عندما قُصف المبنى ذي الطوابق الثلاثة الذي كانوا يقيمون فيه. وبقيت جثثهم تحت الردم حتى اليوم التالي.

الناجون من مروحين

التقينا بعدة ناجين من مجزرة قرية مروحين التي ذهب ضحيتها 25 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال في 12 يوليو/ تموز، أول أيام النـزاع. فبعد أن دعا الجيش الإسرائيلي أهالي القرية إلى المغادرة، تجمع مئات الأشخاص في الساحة الرئيسية في مروحين، التي يقطنها نحو 3,000 شخص، وساروا من هناك إلى قاعدة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، القريبة من القرية، طلباً للجوء من القصف، إلا أن اليونيفيل ردتهم عن المكان. فعاد بعض أهالي القرية إلى منازلهم خشية ما يمكن أن يحدث لهم على الطريق إذا ما غادروا القرية، بينما قرر عشرات غيرهم المغادرة في قافلة من سيارات البيك أب والسيارات الصغيرة.

وكانت القافلة تسير على الطريق الساحلي نحو مدينة صور، غير أنها تعرضت لقصف المدفعية الإسرائيلية واضطرت إلى العودة من حيث أتت مرتين، ثم واصلت مسيرها. وعندما وصلت على مقربة من منطقة البيضا، تعرضت القافلة محددا للنيران، فأصيبت المركبتان الثانية والثالثة، وهما سيارة بك أب وسيارة عادية، بقنابل مباشرة. ومن الواضح أن القنبلة الأولى انطلقت من سفينة للبحرية الإسرائيلية التي تحاصر سفنها الحربية الشواطئ اللبنانية، ثم تلاها صاروخان على الأقل أطلقا من إحدى المروحيات الإسرائيلية. فقتل جميع ركاب سيارة البك أب وراكبان من ركاب السيارة التي وراءها، بينما جرح عدة أشخاص آخرين.

وقال ركاب السيارة الأولى إنهم كانوا يشعرون بخوف شديد بحيث لم يتوقفوا وأكملوا طريقهم إلى صور، حيث علموا فيما بعد بالمصير الذي أحاق برفاق سفرهم. وعاد ركاب المركبات الأخرى إلى القرية، حيث قضوا فترة عصيبة من الخوف بأن يقتلوا إلى أن تمكنوا من المغادرة في الأيام التالية. وبقي بعض المسنين في القرية، غير أن أقاربهم لم يتمكنوا من الاتصال بهم لأكثر من ثلاثة أسابيع بسبب انقطاع الطرق المؤدية إلى القرية وتدمير القصف الإسرائيلي خطوط شبكة الكهرباء في المنطقة منذ اندلاع القتال.

وأعربت عائلتا رجلين مسنين عن قلهما من إمكان أن يكونا قد قتلا وطلبتا منا المساعدة لمعرفة ماذا صار من أمرهم. وأبلغنا بعض أهالي قرية عيطرون كذلك أن زوجاتهم وأطفالهم ما زالوا في القرية، ولكنهم لا يعلمون ما الذي حدث لهم، وأعربوا عن أملهم في أن نتمكن من الحصول على أخبار بشأنهم. بيد أنه ليس لدينا أو لدى أية منظمات غير حكومية أخرى أو صحفيين أي سبيل لمساعدتهم. فمن غير الممكن لأحد أن يذهب إلى هذه القرية أو القرى الأخرى، إذ إن أي شخص يسافر على الطرق التي تؤدي إلى معظم قرى جنوب لبنان سيعرض حياته للخطر نتيجة عمليات القصف الجوي ونيران المدفعية الإسرائيلية.

ما من سبيل لسحب الضحايا من تحت الأنقاض

أبلغنا شاب بحثنا عن والدته في الأسبوع الماضي في قرية عيناتا أنه لم يتلق أي خبر عنها منذ بدء القتال. ففي الأسبوع الماضي، وعندما سمع أننا قد كنا في منطقة قريته، طلب منا الذهاب إلى بيت والدته لمعرفة ما حدث لها. وعندما وصلنا القرية، وجدنا أنها مهجورة، بينما لحق الدمار بالعديد من بيوتها، بما في ذلك بيت والدته. واستطعنا البحث في الغرفتين الأوليين من البيت، بيد أن المطبخ والحمام كانا قد سويّا بالأرض تماماً، ولم نتمكن من التأكد من أنها كانت تحت الردم أم خلاف ذلك، نظراً لأنه يستحيل إزالة الأنقاض من دون آليات ثقيلة. ومثل هذه المعدات غير متوافرة في القرية، ومن غير الممكن جلبها من الخارج. وعندما زرنا القرية، أثناء وقف الهجمات الجوية لمدة 48 ساعة الذي أعلنته السلطات الإسرائيلية، كانت نيران المدفعية الثقيلة تدك أطراف هذه القرية وغيرها من قرى المنطقة. ومذاك، استئنفت جميع عمليات القصف بكافة الأسلحة، وأصبح التحرك في معظم قرى الجنوب اللبناني أو في المناطق المحيطة بها مستحيلاً.

والتقينا كذلك عدة عائلات من قرية صريفة، التي زرناها قبل ذلك ببضعة أيام. ولم نجرؤ على إبلاغ هذه العائلات بحجم الدمار الذي شهدناه في القرية، حيث جرى، حرفياً، مسح عشرات البيوت عن وجه الأرض نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة، بينما ظلت جثث بعض أهالي القرية مدفونة تحت أنقاض بيوتهم.
يوميات بعثة إسرائيل - 3

نهاريا، 6 أغسطس/آب

توجهت بعثتنا اليوم شمالاً أبعد من ذي قبل إلى مدينة نهاريا، التي تبعد نحو خمسة أميال عن الحدود اللبنانية، وهي إحدى المدن التي انهمرت عليها الصواريخ أكثر من غيرها. فوفقاً لمسؤولي البلدية والشرطة، سقط داخل حدود المدينة نحو 350 صاروخاً، بينما سقط 450 غيرها في المنطقة المحيطة بها. وأبلغتنا البلدية أن شخصين قد قتلا بينما جرح 68 في المدينة، ولحقت أضرار بما يزيد على 1,000 منـزل فيها. وفي العادة، تكون نهاريا بلدة تعج بالسياح في الصيف، ولكنها كانت في واقع الحال مهجورة عندما وصلنا.

زيارة لمستشفى الجليل الغربي

بعد استماعنا إلى تقرير موجز من الناطق باسم المدينة، توجهنا إلى مستشفى الجليل الغربي في نهاريا. ويقدر المستشفى بأنه قد عالج 1,300 مريضاً، نحو 65% منهم من صدمات نفسية أصيبوا بها. وكانت إصابة الآخرين أكثر خطورة، بما في ذلك فقدان صاحب دكان في نهاريا إحدى ساقية نتيجة لإصابته بشظايا صاروخ سقط قريباً من مخزنه. وكان المستشفى قد بنى مرفقاً جيد التجهيز تحت الأرض بدءاً بوحدة لغسيل الكلى وانتهاء بشبكة من الطرق تحت الأرض. وأبلغنا نائب مدير المستشفى أنهم بنوا القسم الواقع تحت الأرض آملين أن لا يضطروا أبداً إلى استعماله. وبعد بدء الحرب بوقت قصير، تمكنوا من نقل العديد من الوظائف الأساسية للمستشفى إما إلى القسم أو إلى أقسام أكثر أماناً من المستشفى. حيث تبدو تلال لبنان مرئية بوضوح من النوافذ المواجهة للشمال.

مستشفى ضمن مدى الرماية

تلقى المستشفى، في واقع الحال، ضربة مباشرة. حيث ضرب صاروح غرفة للمرضى بعد بضعة أيام من نقل المرضى من ذلك الطابق إلى مكان آخر. ومع أن غرفة واحدة فقط أصيبت بصورة مباشرة، إلا أن الغرف التي رأيناها في الطابق نفسه حملت آثاراً واضحة للقصف. وبينما كنا نتفقد الأضرار، انطلقت صفارات الإنذار للمرة الأولى تلتها مرات أخرى اليوم، وانتهزنا الفرصة كي نلقي نظرة على المرفق الواقع تحت الأرض.

تحت الأرض، شاهدنا كل شيء، من المرضى الذين يتلقون معالجات لغسيل كلاهم، إلى مركز العناية النهارية لأطفال الموظفين، إلى أشخاص أصيبوا بجروح. وكان بعض المصابين من السكان الأكبر سناً ممن سقطوا أثناء جريهم إلى الملاجئ، بما في ذلك امرأة تبلغ من العمر 66 عاماً كُسر فخذها عندما سقطت عن الدرج أثناء محاولتها الانتقال إلى حمام الملجأ. وتحدثنا كذلك مع صبي يبلغ من العمر 13 عاماً أصيب في الحادثة نفسها التي قتل فيها خمسة أشخاص في عكا في اليوم الذي سبق وصولنا. وقالت والدة الصبي إنها تعتبر ذلك اليوم هو يوم مولده لأنه ولد من جديد نظراً لأنه جرح فقط ولم يقتل بسبب الانفجار.

وبين المرضى الآخرين، التقينا بصبي في الخامسة من العمر من قرية مجد الكروم العربية كان قد أصيب نتيجة الصاروخ نفسه الذي قتل اثنين من أعمامه. وكان يأكل البوظه في سيارة عمه عندما سقطت القنبلة.

زيارة للملاجئ العامة

من المستشفى ذهبنا لزيارة بعض الملاجئ العامة، حيث قضى العديد من سكان المدن الأيام الستة والعشرين المنصرمة، تحت الأرض في معظم الأحيان. وتراوحت عواطف الأشخاص الذين تحدثنا إليهم ما بين القبول بالأمر الواقع والشعور بالمهانة وبين الشعور بالغيظ الذي لم يتمكنوا من كبته. وفي الملجأ الأول الذي زرناه، كان االناس لا ينامون في الملجأ نظراً لقلة عدد الصواريخ التي تسقط ليلاً، ولكن العديد منهم كانوا يقضون النهار بأكمله هناك، ولا يخرجون إلا لساعة في اليوم للتسوق أو لقضاء حاجات أخرى. وكان هناك نحو 20 – 40 شخصاً في الملجأ، بمن فيهم نحو خمسة أطفال. وأبلغنا بأن العائلة التي مع أطفالها كانت تنام في الملجأ. وأخبرنا بعض من التقيناهم أن العائلات التي لديها أطفال كانت أكثر حذراً وحيطة بكثير من الآخرين.

شعور جارف بالخوف

في الملجأ الثاني الذي زرناه، الذي لم يبعد عن الأول سوى مسافة بضع عمارات، كان الوضع مختلفاً كثيراً. إذ كان الملجأ "بيتاً" لنحو 40 شخصاً، بمن فيهم 10 أطفال. وكان معظم هؤلاء يقيم في الملجاً 24 ساعة في اليوم منذ سقوط الصواريخ الأولى على نهاريا في اليوم الثاني من اندلاع القتال. ونظراً لكونهم قريبين جداً من الحدود، فإن صفارات الإنذار كثيراً ما تنطلق، كما قالوا، بعد سقوط القنابل أو في الوقت نفسه الذي تسقط فيه. وأدى هذا إلى جعلهم يشعرون بالخوف الشديد من الخروج من باب الملجأ. وأبلغتنا إحدى النساء: "نفعل كل شيء ونحن خائفون. نأكل وسط الخوف، ونجلس وسط الخوف. نغتسل سريعاً ونحن خائفون. وننام في جو يسوده الخوف". وأبلغنا جميع من تحدثنا إليهم في الملجأ أن أعصابهم قد تلفت وأصبحت سريعة التأثر. والمشكلة الرئيسية هي عدم معرفتهم متى ينتهي ذلك.

تحديث: عدة صواريخ تضرب حيفا
بينما كنا نغادر نهاريا، سمعنا أن حيفا قد ضًربت بعدة صواريخ. ووصلنا بعد وقت قصير من سحب من قتلوا وجرحوا من تحت الأنقاض ونقلهم إلى المستشفى. زرنا ثلاثة مواقع تعرضت للقصف أحدها مبنى تهدم بالكامل، بينما أصيب الآخران بأضرار بالغة. وهناك رأينا مجدداً الكرات المعدنية التي رأيناها في جميع المواقع الأخرى التي ضربتها الصواريخ.

ثم انتقلنا إلى مستشفى رامبام في محاولة لجمع المعلومات حول الإصابات. وأبلغنا المستشفى أن ثلاثة أشخاص قد قتلوا، بينما جرح أكثر من 60 شخصاً. وكان المستشفيان الآخران في المدينة قد تلقيا ما يربو على 100 إصابة. بيد أن معظم الإصابات عولجت ضد الإصابة بالصدمة وخرجوا من المستشفى، على الرغم من وجود أرقام كبيرة من أنواع الإصابات الأخرى.

وأثناء وجودنا هناك، بدأوا عملية إخلاء لما يربو على 100 مريض من جناح المصابين بالأورام إلى الدور التحتاني. وخلافاً لنهاريا، التي بني القسم الواقع تحت الأرض فيها مسبقاً، كانوا هنا ينقلون المرضى ببساطة إلى غرف كانت تستخدم فيما مضى للتخزين وجرى تكييفها بصورة طارئة. وكان جناح الأمومة والعناية الجراحية المركزة قد نقلا في وقت سابق. وكانت هذه المرافق جميعاً تطل فيما سبق على البحر المواجه للشمال. وفي الماضي، كان هذا يمد المرضى بما اعتُقد أنه إطلالة على مشهد مبهج لمساعدتهم على الشفاء. ومع سقوط الدفعة الأخيرة من الصواريخ على المدينة، فقد أصبح هذا الأمر، في هذه الظروف حسبما أخبرنا، خطراً للغاية.
يوميات بعثة لبنان - 2

شهدت الليلتان الأخيرتان أعنف قصف عرفته بيروت في هذه الحرب. وقد دُمر المزيد من مرافق البنية التحية. واليوم زرنا بعلبك في سهل البقاع.

سهل البقاع، 5 أغسطس/آب

اتتقلنا بالسيارة اليوم إلى مدينة بعلبك في سهل البقاع، الواقعة على بعد 150 كيلومتراً إلى الشرق من بيروت، والشهيرة بآثارها التاريخية من المعابد الرومانية. ففي حوالي العاشرة صباحاً، وبينما كنا نمر بقرية الحلانية، كانت هناك غارة جوية إسرائيلية على شاحنة لنقل الوقود خارج مرآب صغير على الطريق الرئيسي، مما أدى إلى اندلاع النيران في الشاحنة. وامتلأ الجو بدخان كثيف أسود كان يعلو ألسنة اللهب، فجرى تحويل حركة السير وانطلق القرويون مبتعدين عن الطريق الرئيسي وعن الشاحنة المشتعلة.

وقد أجبرت الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على المدينة ما يقرب من 80% من أهالي بعلبك البالغ عددهم نحو 120,000 على مغادرتها. وفي المدينة الآن العديد من الأحياء والضواحي المهجورة تماماً. وتتدلى الملابس من حبال الغسيل بينما تتجول القطط في الشوارع التي هجرها معظم ساكنيها خلال الأسبوعين الماضيين. وكنا نمر عبر الشوارع من حي إلى حي يغمرنا شعور بالرهبة.

مدينة بعلبك، 5 أغسطس/آب

تعرضت عدة أحياء من بعلبك للتدمير الكامل بسبب عمليات القصف الإسرائيلية المتكررة. فقد تحولت مجموعات من البنايات إلى أكوام من الأنقاض. كما قُتل عدد من أهالي البلدة في مثل هذه الهجمات، التي أدت كذلك إلى إجبار من تبقى من الأهالي على التهجير القسري خشية التعرض لهجمات جديدة. وانتقلت العائلات إلى أماكن أخرى لتزيد من اكتظاظ المدن والبلدات الأخرى. إذ أدت عمليات القصف الإسرائيلي المتكررة إلى التهجير القسري لما يربو عن 800,000 شخص، حيث يناضل شعب لا يصل عدد مواطنيه إلى أربعة ملايين نسمة من أجل التعامل مع النتائج. وقد غادر البعض إلى الأراضي السورية المجاورة وإلى بلدان أخرى، بيد أن مئات الآلاف ما زالوا ينامون في المدارس والمتنـزهات العامة.

وسمعنا من شهود عيان في بعلبك، بمن فيهم أطباء، كيف أن عائلة بأكملها قد أبيدت في إحدى الهجمات الجوية الإسرائيلية. ففي ليلة 1-2 أغسطس/آب، أدى قصف القوات الإسرائيلية بعشرات الصواريخ لعدة مناطق في بعلبك إلى استهداف عائلة من العمال الزراعيين، حيث قتل الزوج وزوجته وأربعة من أطفالهم أعمارهم بين ثلاث سنوات وخمسة عشر عاماً، بينما لحقت إصابات خطيرة بأطفالهم الثلاثة الباقين، الذين تبلغ أعمارهم ما بين تسعة أشهر وتسع سنوات. وفي الليلة نفسها، قتلت الغارات الجوية عدة أشخاص بينهم امرأة حامل وطفلان في حي قريب.
وفي وقت لاحق، قمنا بالتحقيق في أعمال القتل التي أدت، وفقاً لما ذُكر، إلى مقتل ما لا يقل عن 23 من العمال الزراعيين في غارة شنتها الطائرات الإسرائيلية في 4 أغسطس/آب (أمس) على قرية القاع، شمالي بعلبك. وأبلغنا قس محلي بأنه قد شهد الغارة الجوية من على سطح مبنى كنيسته. وقال إنه كان على وشك المغادرة إلى موقع الهجوم لتقديم المساعدة عندما ضرب صاروخ إسرائيلي آخر المزرعة نفسها. فهرع إلى هناك ليجد أن ما لا يقل عن 23 من العمال الزراعيين السوريين، بينهم ما لا يقل عن خمس نساء، قد قتلوا، بينما أصيب عدة أشخاص آخرين بجروح.
يوميات بعثة إسرائيل - 2

المنطقة الشمالية، 5 أغسطس/آب

في اليوم الثاني من بعثتنا، بدأنا اليوم بالاجتماع بمديرة الخدمات الصحية في المنطقة الشمالية. وهي مسؤولة عن تنسيق الخدمات الصحية لنحو 1,200,000 من السكان، الذين تقولوا أنهم ينقسمون بالتساوي بين يهود وعرب. وفي وقت لاحق من اليوم، التقينا مع مديرة مكتب رئيس بلدية الناصرة.

وأوضحت مديرة المكتب لنا أن الفارق الرئيسي بين هذه الحرب وتلك التي سبقتها هو أن العديد من المدن والبلدات والقرى الإسرائيلية التي لم تمس فيما سبق بالصورايح تتعرض اليوم للنيران للمرة الأولى. وقد عنى هذا أن الناس لم يكونوا مستعدين، بينما كان التأثير الرئيسي من منظور الصحة العامة هو تعرض الأشخاص للصدمة النفسية والشعور بالقلق. وقد عملت البلدية على مساعدة السكان على تحمل الآثار النفسية للبقاء في الملاجئ أو للخروج منها والعودة إليها طيلة 25 يوماً. فقد تعلموا من الخبرات السابقة في التعامل مع ضحايا الصدمات أنه كلما كان تقديم المشورة والرعاية مبكراً كلما خفقت الآثار الدائمة المرجوة منها، ولذا فهم يحاولون تقديم السلوى للضحايا بأسرع ما يمكن.

وبينما سعت الحكومة إلى جعل أكبر عدد ممكن من السكان يخلون المنطقة، لم يتمكن العديد منهم أو لم يبدوا رغبة في ذلك. وفي العديد من الحالات، شكَّل إجلاء الأشخاص المسنين أو من يعانون من مشكلات صحية كبيرة تحدياً لوجستياً لا يستهان به. فقامت الحكومة بتعبئة سيارات الإسعاف والأطباء والمساعدين الطبيين لنقل الأشخاص إلى أماكن آمنة، إلا أننا أُبلغنا بأن مريضين مسنين اثنين توفيا أثناء نقلهما إلى أنحاء أكثر أمناً من البلاد. ووفقاً لوزارة الصحة، فقد فر نحو ثلثي السكان من المنطقة الشمالية.

وفيما يتعلق بمن بقوا من السكان، فبالإضافة إلى توفير الخدمات النفسية، كان على السلطات التعامل مع التحديات الناجمة عن محاولة توفير الخدمات الصحية الأساسية بالمستوى نفسه الذي كان متوافراً في الماضي، وكذلك التصدي للتحديات الصحية الإضافية التي يمليها وجود المدنيين في الملاجئ. وحتى مع تعبئة جميع مواردها، فإن السلطات لم تكن قادرة على زيارة إلا نسبة صغيرة من الملاجئ لإجراء عمليات تقويم صحية. وفي مدن مثل نهاريا وكريات شمونة، التي تعرضت للقصف أكثر من غيرها، جعلت محاولات تقديم خدمات من قبيل العلاج الكيماوي وغسيل الكلى المستشفيات وغيرها من المرافق الصحية تشعر بالعجز بوجود حالات الإصابات الناجمة عن القصف.

الناصرة، شمالي إسرائيل، 5 أغسطس/آب

ثم ذهبنا إلى الناصرة، وهي أكبر مدينة عربية في إسرائيل. وكان طفلان قد قتلا في الناصرة أثناء لعبهما في الخارج في الأيام الأولى من الحرب. وأبلغنا أنه لم تكن هناك صفارات إنذار تعمل في ذلك الوقت، ولذا فإن الطفلين، وهما أخوان كانا يلعبان خارج المنـزل، لم يتلقيا أي إنذار. وأبلغتنا ممثلة البلدية أنه حتى لو أن الطفلين سمعا صفارات الإنذار، فإنهما لم يكونا ليجدا الملجأ الذي يذهبان إليه، فالملاجئ غير موجودة في المناطق العربية في واقع الحال، مع أن الأسباب الكامنة وراء ذلك أمر يحتاج إلى المتابعة. وفي الناصرة، بقي معظم السكان دون أن يغادروا، بينما فر بعض السكان الموسرين في وقت مبكر. حيث يعيش نحو 50% من سكان المدينة تحت خط الفقر.

والتقينا كذلك بممثلات لمجموعتين نسائيتين كن يساعدن النساء العربيات على التعامل مع الأوضاع. وإضافة إلى تعاملهن مع التوتر الشخصي الناجم عن سقوط الصواريخ على الناصرة والأماكن القريبة منها، كن مسؤولات أيضاً عن السهر على راحة عائلاتهن. ونظراً لعدم وجود ملاجئ أو غرف آمنة في الحضانات أو رياض الأطفال، لم يكن هناك بد من إغلاقها.

أثناء مغادرتنا المدينة، انطلقت صفارات الإنذار مجدداً. وفي هذه المرة، لم تكن هناك في أي مكان ملاجئ رسمية، ولكن أصحاب متاجر محليين دعونا إلى غرف خلفية لا شبابيك لها، وكنا في مأمن نسبياً. غير أن معظم السكان من حولنا كانوا ينظرون إلى السماء. واليوم، ذكرت وسائل الإعلام أن ثلاثة من الإسرائيليين قد قتلوا، وكانوا كلهم من العرب. وأمس، ذكرت التقارير أن ثلاثة من الإسرائيليين قد قتلوا، واليوم هناك ثلاثة آخرون. وجميع من لاقوا حتفهم منذ وصولنا إلى هناك قد كانوا من الإسرائيليين العرب.
إن من الواضح أن الخدمات الصحية الإسرائيلية وغيرها من الخدمات تعاني من الضغط الزائد إلى الحدود القصوى لمواجهة ظروف النـزاع، علماً بأن بنيتها التحتية ما زالت سليمة. فرحنا نتساءل عما يمكن أن يكون نصف بعثتنا الآخر في لبنان يجد أمامه، حيث أدى القصف إلى تدمير القسط الأكبر من البنية التحتية.
يوميات بعثة لبنان - 1

قرية إثر قرية، شهدنا القصة نفسها: شواهد على عائلات تغادر بسرعة، ترك الطعام والغسيل وكأن المغادرين لم يتوقعوا البقاء بعيداً لمدة طويلة. جثث لأشخاص قتلوا في منازلهم في عدة قرى لا تزال تحت الأنقاض. وفي بعض الأنقاض، الرائحة التي لا تحتمل للجثث المتعفنة. وكلاب تتجول في المكان بما يشير إلى أماكن الجثث المدفونة
.

جنوب لبنان، 31 يوليو/تموز – 1 أغسطس/آب
أنتُشلت عدة جثث أثناء وقف الضربات الجوية الذي أعلنته السلطات الإسرائيلية
واستمر 48 ساعة. وفي بعض المناطق، لم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر اللبناني من الوصول إلى الأماكن التي كانت الجثث فيها بسبب عدم وجود ضمانات من جانب الجيش الإسرائيلي لسلامة العاملين فيها.

بنت جبيل

تُرك للصحفيين أمر إخراج الجثث من تحت الأنقاض ونقلها إلى أبواب سيارات الإسعاف، التي كانت تنتظر في مناطق أقل تعرضاً للقصف. وأبلغنا ثلاثة صحفيين كيف قاموا بحمل الجثث، وكيف وجدوا امرأة محزونة تحفر بيأس بيديها العاريتين وتتضرع إليهم كيما يجدوا أختها تحت ركام بيت سوِّي بالأرض – فلم تكن تستطيع الاقتراب من البيت من قبل لاستمرار القصف الإسرائيلي في المنطقة. قاموا بمساعدتها، وفي نهاية الأمر عثروا على عجوزين مسنين، إحداهما معاقة وطريحة الفراش، والثاني رجل مسن لا يزال حياً تحت الأنقاض. وكانت المرأة المعوقة تلوث نفسها ومبتلة بعد أيام من البقاء في الفراش، بينما اضطر أخوها إلى ربط يديها لأنها كانت تقضمهما وتمزق جلدها.

صريفة

في صريقة، حيث قتل نحو 15 شخصاً في منازلهم ليلة 18 – 19 يوليو/تموز، رأينا رأساً يطل من تحت أنقاض بيت مهدم؛ بينما كان الجسم بأكمله محاصراً تحت الأنقاض الثقيلة التي لم يمكن زحزحتها من دون آليات ثقيلة لم تكن متوافرة في القريب. ولا تزال هناك عدة جثث أخرى، ولكن لم يكن من الممكن الوصول إليها أبداً.

وفي عدة قرى، جمعنا العديد من القصص حول تأثير هذا النـزاع على الحياة اليومية للسكان:

إذ كانت خطوط الكهرباء قد دمرت في الهجمات الأولى، وأدى ذلك إلى قطع السكان عن العالم الخارجي، حيث لم يكن بإمكانهم إعادة شحن هواتفهم النقالة. وتبين للأماكن القليلة التي تملك خطوط هاتف ثابتة – كالمستشفيات وبعض مباني البلديات – أن الخطوط قد قطعت قبل ذلك.
وعلى طول الطريق إلى جنوب لبنان، كانت محطات الوقود قد قصفت منذ الأيام الأولى، ونظراً لأن الشاحنات قد شكلت هدفاً للضربات الجوية منذ اندلاع القتال، فقد أصبح من المستحيل وصول شحنات جديدة إلى محطات الوقود في القرى. ويشكل عدم توافر الوقود مشكلة حادة، حيث أصبح من الصعب، وفي العديد من الحالات من المستحيل، للقرويين أن يغادورا، بينما يتعذر على من يختارون البقاء الحصول على إمدادات من الخارج. أما ما تبقى من المحروقات فأصبح بأسعار باهظة للغاية.

ويخشى السكان السفر على الطرقات، وليس في الجنوب وحده. فحتى في المناطق المحاذية لبيروت، يشعر من هم على الطرقات بالرعب من مجرد كونهم قريبين من الشاحنات، حتى الصغير منها، نظراً لأنها قد استهدفت بالقصف على نحو خاص. ويغامر السائقون بمخاطر إضافية فيتجاوزون هذه الشاحنات بأسرع ما يمكن – حتى تلك الشاحنات التي تحمل الفواكه والخضار – فهي هدف محتمل بالنسبة إليهم.

لقد جعل النزوح الجماعي والسريع لسكان قرى الجنوب، وصعوبة الاتصالات أو استحالتها بين القرى الجنوبية والعالم الخارجي، من الصعب تقديم المساعدة للأشخاص النازحين داخلياً، أو حتى معرفة من ذهب إلى أين ومتى.

أما المستشفيات وغيرها من المراكز فقد أصبحت في غاية الاكتظاظ. ويشعر أقارب أهالي الجنوب ممن يعيشون في مناطق أخرى من البلاد بالذعر. وأبلغونا بأنه ليس لديهم من الوسائل ما يمكنهم من الحصول على أخبار من أقاربهم في الجنوب، كما لم يتمكنوا من الذهاب إلى هناك نتيجة لمخاطر السفر على الطرق.

وفي غياب الهاتف أو التلفزيون، كانت وسيلة تلقي الأخبار الرئيسية هي الصحفيين والعاملين الإنسانيين وغيرهم ممن كانوا يتحركون بين القرى، غير أن العائلات التي كانت في بيوت معزولة أكثر قد قطعت كلياً عن العالم، وهم يشعرون بالرعب من البقاء، كما يشعرون بالرعب من المغادرة.
تحديث 1 من بعثة إسرائيل

وصلت البعثة إلى تل أبيب وتوجهت مباشرة إلى المنطقة الواقعة شمالي حيفا. وكان اليوم الذي غادرنا فيه من الأيام التي وقع فيها أكبر عدد من القتلى المدنيين في إسرائيل منذ بدء النـزاع قبل ثلاثة أسابيع، ولذا توقعنا أن يكون الوضع متوتراً.

حيفا

بعد انتقالنا من حيفا، كانت الوقفة الأولى في برنامجنا هي زيارة مدينة كارمائيل. وأثناء تنقلنا عبر حيفا في الطريق إلى كارمائيل، شاهدنا عدة مبان وقد تضررت بسبب هجمات الصواريخ الأخيرة. وفي العادة، تكون كلتا كارمائيل وحيفا صباح الجمعة تعجان بالناس الذين يتسوقون لعطلة السبت. إلا أننا شعرنا جميعاً بالدهشة من مدى هدوء المكان، وخاصة في كارمائيل، التي كانت خالية تقريباً من أي أشخاص في الشوارع.

كارمائيل

التقينا بأشخاص من بلدية كارمائيل أخذونا لرؤية عدة بيوت أصابتها صورايخ حزب الله. وفي البيت الأول الذي زرناه، اخترق صاروح سقف إحدى الشقق وخرج من الباب إلى الشقة التي تحتها. ولحسن الحظ، لم يكن هناك أحد في الطابق العلوي آنذاك، ولم يصب أحد في الطوابق السفلى إصابابات خطيرة. وكلتا الشقتان لا تصلحان الآن للسكن.

وتقدر البلدية عدد السكان الذين غادروا المدينة بنسبة 30%. وكانت طريقتهم في تقدير عدد من غادروا وعدد من بقوا هي حساب أعداد حاويات الزبالة الفارغة وتلك المملوءة. وتعمل البلدية، كما هو الحال بالنسبة لجميع البلديات في البلاد، على توفير الخدمات الأساسية لهؤلاء المقيمين الذين يقضون جل وقتهم في الملاجئ أو في حالة خوف من مغادرة منازلهم. وعندما صعدنا إلى المبنى، كان هناك ما يزيد على عشرة متطوعين يوضبون وجبات الطعام لتقديمها إلى الأشخاص الذين ما زالوا في المدينة. وبحسب تقديراتهم، فهم يقدمون الطعام إلى نحو 2,500 شخص في اليوم.

عكا

من كارمائيل، انتقلنا إلى عكا، حيث التقينا بأشخاص تابعين للبلدية كذلك. وعكا مدينة مختلطة يسكنها عدد كبير من العرب الإسرائيليين (المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل). وبدت عكا مهجورة أكثر من كارمائيل لأن خمسة أشخاص كانوا قد قتلوا في اليوم السابق عندما غادروا ملجأهم بصورة مبكرة.

وأُبلغنا أن اثنين من الأشخاص الذي قتلوا أصيبوا بكرات فولاذية صغيرة كان رأس الصاروخ مملوءاً بها. وبالإضافة إلى مقتل وجرح مدنيين عديدين، رأينا شواهد في كل الأماكن التي أصيبت بالصورايخ على وجود هذه الكرات، التي ألحقت الأذى بالجدران والنوافذ وحتى بالأسيجة الفولاذية، التي كانت الكرات الفولاذية تستقر فيها.

وكانت معظم المواقع التي ضربتها الصواريخ قد نُظفت وجرى إصلاحها، ولكننا تمكنا من زيارة روضة للأطفال أصابتها الصواريخ، مع أنه ولحسن الحظ لم يكن فيها أطفال في ذلك الوقت. وكان الصوت الذي ساد طوال النهار هو صوت صفارات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية وصوت الصواريخ.

واضطررنا لأكثر من عشر مرات خلال اليوم إلى البحث عن ملجأ عندما كانت صفارات الإنذار تنطلق، بما في ذلك لثلاث مرات أثناء انتقالنا بالسيارة، حيث كان الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله هو الخروج من السيارة والانبطاح على الأرض ما أمكن ذلك.

وعلى الجانب الآخر من روضة الأطفال، التقينا امرأة تبلغ من العمر 85 عاماً وكانت قد قضت معظم وقتها جالسة أمام الملجأ بسبب كونها عمياء وغير قادرة على هبوط الدرج وصعوده في كل مرة تنطلق فيها صفارات الإنذار.

وسمعنا بالفعل تقاير في العديد من الأحياء العربية بأن صفارات الإنذار إما لا تعمل أو غير موجودة.

بالنسبة إلينا، كان ذاك يوماً واحداً فحسب، ولكن بالنسبة للعديد من الإسرائيليين كان هذا حدثاً يومياً لأسابيع.