ãäÙãÉ ÇáÚÝæ ÇáÏæáíÉ ÇáÕÝÍÉ ÇáÑÆíÓíÉ ãÏæäÉ لبنان/إسرائيل: يوميات بعثة إسرائيل - 2 ÇáÇäÊÞÇá Åáì ÇáãÍÊæì ÇáÑÆíÓí
ÇáÊÕÝÍ ÇáÑÆíÓí
language links
Blogs
ÊÚÑíÝ íÇáãäÙãÉ ÊÚãã ÍÞæÞ ÇáÅäÓÇä ÇáãßÊÈÉ ÊÍÑ ßæÇ ÇáÂä ÇáÍãáÇÊ ÇÊÕáæÇ ÈäÇ ÎÑíØÉ ÇáãæÞÚ English Français Español

ÇáÊÕÝÍ ÏÇÎá åÐÇ ÇáÞÓã

لبنان/إسرائيل

الخميس، أغسطس ١٠، ٢٠٠٦

يوميات بعثة إسرائيل - 2

المنطقة الشمالية، 5 أغسطس/آب

في اليوم الثاني من بعثتنا، بدأنا اليوم بالاجتماع بمديرة الخدمات الصحية في المنطقة الشمالية. وهي مسؤولة عن تنسيق الخدمات الصحية لنحو 1,200,000 من السكان، الذين تقولوا أنهم ينقسمون بالتساوي بين يهود وعرب. وفي وقت لاحق من اليوم، التقينا مع مديرة مكتب رئيس بلدية الناصرة.

وأوضحت مديرة المكتب لنا أن الفارق الرئيسي بين هذه الحرب وتلك التي سبقتها هو أن العديد من المدن والبلدات والقرى الإسرائيلية التي لم تمس فيما سبق بالصورايح تتعرض اليوم للنيران للمرة الأولى. وقد عنى هذا أن الناس لم يكونوا مستعدين، بينما كان التأثير الرئيسي من منظور الصحة العامة هو تعرض الأشخاص للصدمة النفسية والشعور بالقلق. وقد عملت البلدية على مساعدة السكان على تحمل الآثار النفسية للبقاء في الملاجئ أو للخروج منها والعودة إليها طيلة 25 يوماً. فقد تعلموا من الخبرات السابقة في التعامل مع ضحايا الصدمات أنه كلما كان تقديم المشورة والرعاية مبكراً كلما خفقت الآثار الدائمة المرجوة منها، ولذا فهم يحاولون تقديم السلوى للضحايا بأسرع ما يمكن.

وبينما سعت الحكومة إلى جعل أكبر عدد ممكن من السكان يخلون المنطقة، لم يتمكن العديد منهم أو لم يبدوا رغبة في ذلك. وفي العديد من الحالات، شكَّل إجلاء الأشخاص المسنين أو من يعانون من مشكلات صحية كبيرة تحدياً لوجستياً لا يستهان به. فقامت الحكومة بتعبئة سيارات الإسعاف والأطباء والمساعدين الطبيين لنقل الأشخاص إلى أماكن آمنة، إلا أننا أُبلغنا بأن مريضين مسنين اثنين توفيا أثناء نقلهما إلى أنحاء أكثر أمناً من البلاد. ووفقاً لوزارة الصحة، فقد فر نحو ثلثي السكان من المنطقة الشمالية.

وفيما يتعلق بمن بقوا من السكان، فبالإضافة إلى توفير الخدمات النفسية، كان على السلطات التعامل مع التحديات الناجمة عن محاولة توفير الخدمات الصحية الأساسية بالمستوى نفسه الذي كان متوافراً في الماضي، وكذلك التصدي للتحديات الصحية الإضافية التي يمليها وجود المدنيين في الملاجئ. وحتى مع تعبئة جميع مواردها، فإن السلطات لم تكن قادرة على زيارة إلا نسبة صغيرة من الملاجئ لإجراء عمليات تقويم صحية. وفي مدن مثل نهاريا وكريات شمونة، التي تعرضت للقصف أكثر من غيرها، جعلت محاولات تقديم خدمات من قبيل العلاج الكيماوي وغسيل الكلى المستشفيات وغيرها من المرافق الصحية تشعر بالعجز بوجود حالات الإصابات الناجمة عن القصف.

الناصرة، شمالي إسرائيل، 5 أغسطس/آب

ثم ذهبنا إلى الناصرة، وهي أكبر مدينة عربية في إسرائيل. وكان طفلان قد قتلا في الناصرة أثناء لعبهما في الخارج في الأيام الأولى من الحرب. وأبلغنا أنه لم تكن هناك صفارات إنذار تعمل في ذلك الوقت، ولذا فإن الطفلين، وهما أخوان كانا يلعبان خارج المنـزل، لم يتلقيا أي إنذار. وأبلغتنا ممثلة البلدية أنه حتى لو أن الطفلين سمعا صفارات الإنذار، فإنهما لم يكونا ليجدا الملجأ الذي يذهبان إليه، فالملاجئ غير موجودة في المناطق العربية في واقع الحال، مع أن الأسباب الكامنة وراء ذلك أمر يحتاج إلى المتابعة. وفي الناصرة، بقي معظم السكان دون أن يغادروا، بينما فر بعض السكان الموسرين في وقت مبكر. حيث يعيش نحو 50% من سكان المدينة تحت خط الفقر.

والتقينا كذلك بممثلات لمجموعتين نسائيتين كن يساعدن النساء العربيات على التعامل مع الأوضاع. وإضافة إلى تعاملهن مع التوتر الشخصي الناجم عن سقوط الصواريخ على الناصرة والأماكن القريبة منها، كن مسؤولات أيضاً عن السهر على راحة عائلاتهن. ونظراً لعدم وجود ملاجئ أو غرف آمنة في الحضانات أو رياض الأطفال، لم يكن هناك بد من إغلاقها.

أثناء مغادرتنا المدينة، انطلقت صفارات الإنذار مجدداً. وفي هذه المرة، لم تكن هناك في أي مكان ملاجئ رسمية، ولكن أصحاب متاجر محليين دعونا إلى غرف خلفية لا شبابيك لها، وكنا في مأمن نسبياً. غير أن معظم السكان من حولنا كانوا ينظرون إلى السماء. واليوم، ذكرت وسائل الإعلام أن ثلاثة من الإسرائيليين قد قتلوا، وكانوا كلهم من العرب. وأمس، ذكرت التقارير أن ثلاثة من الإسرائيليين قد قتلوا، واليوم هناك ثلاثة آخرون. وجميع من لاقوا حتفهم منذ وصولنا إلى هناك قد كانوا من الإسرائيليين العرب.
إن من الواضح أن الخدمات الصحية الإسرائيلية وغيرها من الخدمات تعاني من الضغط الزائد إلى الحدود القصوى لمواجهة ظروف النـزاع، علماً بأن بنيتها التحتية ما زالت سليمة. فرحنا نتساءل عما يمكن أن يكون نصف بعثتنا الآخر في لبنان يجد أمامه، حيث أدى القصف إلى تدمير القسط الأكبر من البنية التحتية.